أحوال العاشقين غريبة جدا، فذاك يقبل جدران
الأطلال لأنها تشرفت
بإحاطة محبوبه :
أمر على الديار ديار ليلى..
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا..
وما حب الديار شغفن قلبي..
ولكن حب من سكن الديارا..
وهناك من يعشق الأطلال نفسها لأنها كانت
موضع محبوبه :
ومن مذهبي عشق الديار لأهلها..
وللناس فيما يعشقون مذاهب..
وهناك من يحسن إلى الكلاب لأنها كانت جيران
محبوبهم :
رأى المجنون في البيداء كلباً..
فجلله من الإحسان ذيلا..
فلاموه على ما كان منه..
وقالوا: لِمْ أنلت الكلب نيلا..
فقال: دعوا الملام فإن عيني..
رأته مرة في حي ليلى..
فمن لوازم العشق التعلق بآثار المحبوب،
والطرب بذكراه، اليوم يوم مولد خير وأحب خلق الله إلى الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ،
فأين عاشقوه ؟ فهذا أثر من آثار محبوبنا الحقيقي لا المجازي، فما هي مظاهر تمسكنا بهذا
الأثر العظيم ؟ وكيف يكون طربنا بذكراه ؟، كل يعبر عن حبه وهيامه به صلى الله عليه
وسلم بطريقته، والكل مأجور إن شاء الله، لكن إن سمحتم لي أن أعبر عن ذلك بطريقتي قلت
: بكثرة قراءة حديثه الشريف، لا تنسوا أن هذه الكلمات التي حفظتها لنا دواوين السنة
نبست بها شفتاه الشريفتان، وتحرك بها لسانه الأطهر، البعض منا يقطع آلاف الأميال لرؤية
أثرا من آثاره الشريفة في المتاحف العالمية، ما دعاهم لذلك إلا صدق محبتهم له صلى الله
عليه وسلم، وهم مأجورون في سفرهم هذا، ولكن ألومهم في هجرهم أثره الأكثر أثرا في النفوس
وهو حديثه صلى الله عليه وسلم، وهو بين يديهم، فلنفرح به صلى الله عليه وسلم وبمولده
ونشتاق إليه كما هو مشتاق إلينا، ولنطرب لذكراه وسيرته واستماع كلامه، حديثه الشريف
مناجاته لأمته.
تنبيه : هناك أحاديث ذكرتها في تعليقي على
مشاركة الأستاذة الفاضلة والكاتبة المتألقة داليا عبد الوهاب تبين لنا مدى اشتياقه
صلى الله عليه وسلم إلينا، أحيلكم إليها كراهة التطويل عليكم في ملاحظتي هذه. وكل عام
وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق